بيان آية الله العظمى الشبيري الزنجاني (مدّ ظله العالي) بمناسبة ذكرى مولد السيدة الزهراء (سلام الله عليها)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربّ العالمين و الصلاة على أشرف بريته و خير خلقه أبي القاسم محمّد الأمين و آله الهداة المهديين، واللعن على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
ورد بأسناد عدیدة عن رسول الله صلى الله عليه و آله: «إنّما سُمِّیتْ بنتي فاطمة لأنّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم محبّیها من النار»[1].
أبارك ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، سيدة نساء العالمين المصادف(20) من شهر جمادى الثاني لسيدنا ومولانا صاحب العصر، بقية الله الأعظم (عجل الله فرجه الشريف).[حمیدرضا1]
من الصعب جدا الحديث عن فضائل شفيعة يوم القيامة، بضعة الرسول(صلی الله علیه وآله)؛ الصديقة الطاهرة (سلام الله عليها).
كيف يمكن أن نتحدث عن شخصية قضى جبريل الأمين (عليه السلام) خمسة وسبعين يوما يواسيها على فراق والدها، كان يحدثها عن مناقب والدها ومنزلته الرفیعة ويخبرها عن المستقبل وعن«ما یکون».
وكتب سماحة الوصيّ- و هو خیر الناس بعد النبيّ- أمیر المؤمنین الإمام علي (عليه السلام) كلام جبريل الأمين في كتاب سمي( كتاب فاطمة)؛ وهو كتاب لا يوجد فيه شيء من القرآن خلافا للكلام الحاقد الذي يدعيه أعداء الإسلام، وقد ذُكر هذا الكتاب وبُيّنت خصائصه في أكثر من 20 رواية أكثرها روايات موثقة السند.[2]
ذكرت فضائل كثيرة للسيدة الزهراء في كتب العامّة، ومنها رواية عن الرسول المصطفى(صلیالله علیه و آله) (وقد صرّح الكثير منهم بصحة هذه الرواية) جاء فيها أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: “إن ملکاً من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زیارتي فأخبرني وبشّرني أن فاطمة بنتي سیدة نساء أمتي وأن حسناً وحسیناً سیدا شباب أهل الجنة”.[3]
وفي وصف السيدة الزهراء يقول الحاكم النيسابوري: وقد صحت الرواية أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقوم إليها، ويستقبلها، ويقبّل يدها كلما دخلت عليه، إجلالا بذلك لأمّها خديجة، ولها.
ثم ينقل رواية صححها عن عائشة أنها قالت: “ما رأيت أحدا أشبه كلاما، وحديثا من فاطمة برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكانت إذا دخلت عليه رحّب بها، وقام إليها، فأخذ بيدها، وقبل يدها، وأجلسها في مجلسه، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا دخل عليها رحبت، وقامت وأخذت بيده فقبّلته، فدخلتْ عليه في مرضه الذي توفي فيه، فرحّب بها، وقبّلها، وأسرّ إليها فبكت، ثمّ أسر إليها فضحكتْ، فقلت: كنت أحسب لهذه المرأة فضلا، فإذا هي منهنّ، بينا هي تبكي إذ هي تضحك، فسألتها فقالت: إنّي إذاً لبَذِرة، فلمّا توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) سألتها فقالت: أسرّ إلىّ وأخبرني أنّه ميّت فبكيت، ثم أسرّ إليّ وأخبرني أنّي أول أهله لحقواً به”.[4]
وإنّ كلّ لقب واسم للصديقة الطاهرة يكشف زاوية من فضائلها التي لاتعد ولا تحصى؛ ويمكن أن يقال في تفسير كل اسم من هذه الأسماء الكثير.
وبهذه المناسبة المباركة سأقتصر على رواية الحديث الذي زين بداية هذه الكلمة، وأسأل الله شفاعة السيدة الزهراء (سلام الله علیها) لمحبيها:
نقل عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بأسانيد كثيرة: سُمِّیتْ بنتي فاطمة لأنّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم محبّیها من النار.[حمیدرضا2]
موسى الشبيري الزنجاني
جمادى الآخرة ۱۴۴۵
[1] جاءت هذه الروايات بهذا التعبير وبتعابير مشابهة في الكثير من كتب الشيعة والسنة؛ منها: الفردوس بمأثور الخطاب، ج۱، ص346، مناقب ابن المغازلي، ص۱۱۸. فضائل فاطمة الزهراء، الحاكم النيشابوري، ص۸۷، و أيضا ۱۱۱؛ كنز العمّال، ط الرسالة، ج۱۲، ص۱۰۹، منقول عن الخطيب والديلمي بروايتين مختلفتين ؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج۲، ص۴۶؛ معاني الأخبار، ص۴۶ (مع القليل من التلخيص)، أمالي الشيخ الطوسي، المجلس ۱۱، ح۴۴؛ صحيفة الإمام الرضا عليه السلام، ص۴۵؛ نوادر المعجزات، ص۱۹۲، (مع قليل من الإضافة).
[2]. راجع: الكافي، ج۱، ص۲۳۸-۲۴۱؛ بصائر الدرجات، ص۱۵۰-۱۶۱، و ص۱۷۰ و ۱۸۶؛ کتاب من لا يحضره الفقيه، ج۴، ص۴۱۹؛ الإرشاد، ج۲، ص۱۸۶ و … .
[3] مسند أحمد- مکنز، ج۵۱، ص۵۵؛ مصنّف ابن أبی شیبه، ج۶، ص۲۸۸؛ سنن الترمذي- مکنز، ج۱۳، ص۴۰۱؛ المستدرك على الصحيحين، ج۳، ص۱۶۴ و… . وروي الجزء المتعلق بالزهراء (عليها السلام) بسند آخر في جامع الطبراني الكبير، ج۲۲، ص۴۰۳ .
يقول الحاكم النيشابوري «الأخبار ثابتة صحیحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة … (فضائل فاطمة الزهراء، ص۳۵).
[4] فضائل فاطمة الزهراء، ص۳۶، يقول في نهاية الرواية: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، فإنّ رواته كلّهم ثقات… .
و هذا الحديث يصرّح بأنّ فاطمة كانت أعلم و أفقه من عائشة، إذ لم تخبر بالسرّ فی حياة من أسرّ إليها، ثم أخبرت بعد وفاته و هذا فقه هذا الحديث و قد خفي على عائشة…
[حمیدرضا1]شاید مناسب باشد از الفاظ تکریم دیگر استفاده شود تا تکرار دو عبارتِ هم معنا پشت سر هم لازم نیاید
[حمیدرضا2]به نظرم این قسمت لطفی ندارد
در فارسی ترجمه آورده شده اما اینجا فقط تکرا است
و في الختام أسأل الله شفاعة السيدة الزهراء