السبت 10 شَوّال 1445 - شنبه ۰۱ اردیبهشت ۱۴۰۳


التوصیة للخطباء

التوصیة للخطباء

تبیین نهضة الإمام الحسین (علیه السلام) و المسائل الدینية نتیجة لجهد العلماء و الخطباء و المادحین لأهل البیت (علیهم السلام) التي سببت بقاء الدین في خلال السنوات و العقود. إنّ ما نسمعه من عقد جلسات العزاء من دون حضور العالم الدیني و من دون خطابة دینیِّة طریق معوّج و خاطئ و مثل هذا یكون مبدءا لإبعاد الناس عن تعالیم أهل البیت علیهم السلام. حذف الخطاب الدیني من المجالس لیس صحیحا. مجلس العزاء لسیدالشهداء علیه السلام و الخطاب الدیني موضع لتعلیم الناس. هذا الأسلوب كان سائدا في الماضي و الناس كانوا یتلقّون المواضیع الدینية من هذه المجالس.

عندما بدأنا بتعلم العلوم الدینية في الحوزة جرت العادة علی أن یوضّحوا بعض المسائل الشرعیّة قبل إلقاء الخطابة علی المنابر. كثیر من الناس لایعرفون بعض المسائل الشرعیة. المقصود من توضیح ما هو “بیّن الرشد” تبیین للمسائل الشرعیة. آنذاك كانوا ملتزمین بهذا العمل و لكنّ الآن مع الأسف لاینتبهون إلی هذا الموضوع حسن الإنتباه. من الأفضل أن یقال ما یحتاج إلیه الناس علی المنابر و بعد ذلك یبدء ببیان المواضیع الأخری و هذه المواضیع لابدّ أن تكون ذات أثر في هدایة المجتمع.

الحمدلله الخطباء من قدیم الزمان إلی یومنا هذا یخدمون في مجالس سیدالشهداء علیه السلام و بإلقاء الخطب بذلوا جهدهم حتی یوضّحوا الهدف من النهضة الحسینیّة و لكن قلة بیان المسائل المحتاج إلیها بین الناس لایزال یُعدّ من المشاكل. علی الرغم من إخلاص أکثر الخطباء لكن یوجد بعض رجال الدین یلتزمون بما هو مقبول و محبوب بین الناس أکثر ممّا یلتزمون ببیان الحقائق حیث أنّ هذه المجالس أداة لهدایة الناس إلی مرضاة الله و علی هذا لابدّ أن یقدّم المواضیع الحقیقیّة التي تعتمد علی المصادر لا كل ما یثیر إعجاب الناس. نعم یحسن استخدام ما یعجب الناس و لكن یجب أن یكون مستندا و موجبا لهدایة الناس و إصلاحهم. إذا لم نقل أنّ كل معتقدات الناس ینشأ من المنابر نستطیع القول أنّ معظم معتقداتهم یكون مأخوذا من المنابر. القواعد العلمیة یتم دراستها في الحوزات العلمیة لكن ما یوجب الأعتقاد بین الناس هي العواطف و هذه العواطف تتوفّر من خلال الخطب علی المنابر و لذلك لابدّ أن تكون الطریق صحیحا و هذا هو المرضيّ عندالله تبارك و تعالی و النبي الأعظم صلی الله علیه و آله.

فلنسعی أن یكون عملنا خالصا. إخلاص النیّة یضاعف تأثیر المنبر بأضعاف. طبعا أکثر الخطباء یلتزمون بذلك لكن نتوخّی تعمیم الإخلاص و النقل من المصادر المعتبرة للجمیع. یجب العلم بأنّ هناك أمران یؤثّران علی معتقدات الناس و إیمإنهم . الأول إلقاء الكلمات و المحاضرات علی المنابر و الثاني سلوك الذين یُعرفون بالتدین في المجتمع و إذا أخطئنا خطوة سیؤثّر علی الناس تأثیرا سلبیّا و لذلك یجب علی رجال الدین و المتدینین العنایة البالغة و الدقّة الكافیة في هذا الصعید.