الخميس 15 شَوّال 1445 - پنجشنبه ۰۶ اردیبهشت ۱۴۰۳


المشاكل الاقتصادية تحول دون استفادة المجتمع من النخب العلمية

 

اعتبر آية الله العظمى الشبيري الزنجاني أنّ المشاكل الاقتصادية من أبرز المعوقات التي تحول دون استفادة المجتمع من طاقات النخب العلمية.

وقال سماحته في لقائه أعضاء المجلس الأعلى للحوزات العلمية: المشاكل الاقتصادية والحياتية هي من الأمور التي تحول دون استفادة المجتمع من النخب العلمية، والحوزة العلمية غير مستثناة من هذه القاعدة؛ فالمشكلات الاقتصادية تعوق ذوي الموهبة عن البحث العلمي وعن اكتساب العلم، وهذا يؤدي إلى الاضرار بالمجتمع.

وأضاف سماحته: سمعت أنّ المرحوم الشیخ المطهّري وغيره من ممتازي طلبة العلوم الدينية كانوا يقولون أنّه لولا الأوضاع المعيشية لم نكن لنخرج من مدينة قم.

وقال آية الله العظمى الشبيري الزنجاني: مشاكل تأمين المعاش تؤدي إلى ابتعاد الأشخاص المتميزين علميا عن المجامع العلمية، وهذه واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المحافل العلمية والحوزوية.

وأضاف سماحته قائلا: الحوزة العلمية تبذل الكثير من الجهود لجذب الطلاب المتميزين إليها، ولكن عندما لا تستطيع أن تضمن استمرارية هؤلاء فيها فهذا يعني خسارة كبيرة، وينبغي على الحوزة العلمية أن تولي هذا الموضوع الاهتمام اللازم، وتبذل قصارى جهدها في حلّ المشكلات الاقتصادية لطلاب العلوم الدينية.

وأشار سماحة آية الله العظمى الشبيري الزنجاني إلى الآية 69 من سورة العنكبوت المباركة: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا»؛ وقال: على مسؤولي الحوزة العلمية أن يهتموا بحل هذه المشاكل، وإن شاء الله يحظون في هذا الطريق بعون الباري سبحانه وبعناية مولانا صاحب الزمان(عجل الله فرجه الشریف)، وهذه الآية الكريمة تحمل بشرى لنا، فمن يسعى ويعمل جاهدا في سبيله عزّ وجل سوف ييسّر له طريقا بل طرقا متعددة.

لتكن دروس الأخلاق مكانا لبيان سيرة المعصومين

كما أشار سماحته إلى تراجع وخفوت دروس الأخلاق في الحوزات العلمية، وقال: يجب على الحوزة العلمية أن تولي موضوع دروس الأخلاق الاهتمام اللازم.

وأكدّ آية الله العظمى الشبيري الزنجاني على حاجة المسؤولين وأصحاب المناصب إلى الموعظة والنصح، وقال: عندما وصلت مرجعية الميرزا الشيرازي إلى منتهی العظمۀ، و کاد أن انحصرت بشخصه، كان الميرزا بعد جلسة يكثر فيها تمجیده و تجبیله، وبعد مغادرة الناس كان يأتي الشيخ الملا فتح علي السلطان آبادي (والذي كان من أهل الكرامة والروحانية)  ليعظ الميرزا فتزول الآثار السلبية الدنيوية لذلك الكم الكبير من التمجید و التجبیل وكلما كثر التمجید حول عالم الدين كان معرضا أكثر للمخاطر.

وطلب سماحته أن يكون المحور والأساس في دروس الأخلاق هو القرآن الكريم وسيرة أهل البيت(علیهم السلام)، وقال مؤكدا: ينبغي أن تكون دروس الأخلاق في الحوزات العلمية محلا لبيان وشرح تعاليم أهل البيت عليهم السلام؛ فهذه التعاليم مطابقة للفطرة الإنسانية، ولذلك فالناس يتلقونها بالقبول، وإذا أقيمت دروس الأخلاق على هذا الأساس سيؤثر تأثيراً.

وأكدّ سماحته أنّ دروس الأخلاق تساهم في الإثراء العلمي للطلاب، وأضاف: لابدّ من إقامة دروس الأخلاق بمزيد من النشاط و الکثرۀ، عدد طلبة العلوم الدينية کثیر، ويجب أن تقام دروس الأخلاق بما يتناسب مع هذه الأعداد الكبيرة.

وقال آية الله العظمى الشبيري الزنجاني معربا عن أسفه لضعف دروس الأخلاق في الحوزة: أصبحت دروس الأخلاق في الحوزة ضعيفة جدا، وقد شهدت الحوزات العلمية دروسا أخلاقية مؤثرة جدا في تاريخها، ولكن على كل حال يجب أن نغتنم ما هو موجود اليوم، ويجب الحفاظ عليه وتعزيزه، أرجو أن تزداد الحوزات العلمية ثراء وقوة في هذه الجوانب الروحية.

وتابع سماحته قائلا: في فترة دراساتنا العلوم الدينية كان السید الخميني (رحمه الله) يعطي درس الأخلاق، وكان لدرسه ذاك تأثير كبيرعلى الطلاب، وكان طلاب العلوم الدينية يبقون متأثرين بذلك الدرس من الجمعة إلى الجمعة التي تليها.

 

سنة المباحثة في الحوزة يجب أن تبقى حية

كما شدد آية الله العظمى الشبيري الزنجاني على الحاجة إلى الاستمرار في سنة المباحثات في الحوزة، وقال: كانت المباحثات العلمية إحدى السمات المميزة للحوزات، ولكنها خفتت اليوم للأسف، يجب أن تكون سياسة مسؤولي الحوزة في اتجاه تعزيز هذه الميزة الممتازة والحفاظ عليها، بالمباحثة تصل أذهان الطلاب إلى النضج المطلوب، وفي المباحثة خاصية لاتوجد في درس الأستاذ، ففي الدرس يسّلم التلميذ بكلام أستاذه، لكن في المباحثات بين الطلاب يتم نقد المحتوى، ويكون هناك نقاش علمي، هذا الحوار العلمي يُفعّل العقل ويمنحه قوة التحليل.