الجمعة 18 رَمَضان 1445 - جمعه ۱۰ فروردین ۱۴۰۳


واجب رجال الدین هو الوعظ و إرشاد الناس/ تكلّموا حول الحرام و الحلال/ إذا كان العمل خالصا سيؤثر


نصائح آية الله العظمی شبيري الزنجاني لطلبة العلوم الدينية وعلماء الدين

واجب رجال الدین هو الوعظ و إرشاد الناس/ تكلّموا حول الحرام و الحلال/ إذا كان العمل خالصا سيؤثر

نصح آية الله العظمى شبيري الزنجاني طلبة العلوم الدينية الشبان بأن يركزوا خلال أیّام شهر رمضان المبارك على مسائل الحلال و الحرأم و الغيبة و التهمة و ايذاء المؤمن و الأخلاقيات بشكل عام بدلا من التطرق إلی القضايا الفرعية.

و راى هذا المرجع الديني في حوار مع إحدی وكالاة الأنباء الدينية، أن موعظة الناس و إنقاذ هم من نار جهنم هو واجب على عاتق طلبة العلوم الدينية مؤكّدا أن كل شخص له ذوقه في السياسة لكن ما يتفق عليه الجميع هو قبح أكل المال الحرأم. و من الأفضل أن يهتم الطلبة في مثل هذه الظروف بالقضايا العامة التي هي موضع قبول جميع المجموعات و الاشخاص.

ما يلي هو نص الأسئلة من سماحته و الأجوبة عنها:

إحدی المسائل التي تشغل أذهان الطلبة هي هذه الأسئلة: هل في أیّام شهر رمضان نذهب إلی السفر لهداية الناس و دعوتهم إلی الدين أم نبقی نشتغل بالدراسة و المطالعة؟ هل في الصيف نصرف وقتنا في المطالعة و الدرس أو نذهب إلی التبلیغ؟ ما هو رأي سماحتكم في ذلك؟

یختلف الحال علی حسب اختلاف القضايا و الأشخاص، لا يمكن أن يكون هناك حكما واحدا للجميع. مثلا هناك طالب موهوب جدا في الدراسة و لكن يفقد قوة التعبیر المناسبة في المحاضرة و ليس أثره التبلیغي ملحوظا، في حين أنه في مجال البحث و العلم مؤثّر جدا و بالنتيجة ينبغي لهذا الشخص أن يركّز علی الدرس و یقلّل من نشاطاته التبلیغية.

و أحيانا الأمر یكون عكس ذلك بمعنی أنّ الشخص یتمتّع بقوّة التعبير المناسبة و يكون حَسَن الصوت و یمتلك قوة الإقناع و القدرة على خوض النقاشات و يتمكّن من إرشاد الناس و هدايتهم لكن في المجال العلمي ليس قويّا جدا و بالنتيجة من المؤكّد أن مهمّته تتمثّل في تبلیغ الدّين الذي یكون من أهم الأمور و يحتلّ مكانة رفيعة.

بعض الطلبة في حدّ متوسّط. من المناسب لهم أن یجمعوا بين الدرس و التبليغ و ينبغي لهم أن يأخذوا الكتب معهم و یطالعوا و يقيموا جلسة علمية إذا استطاعوا ذلك أو يقوموا بالمباحثة العلمية حتّی لايفرّ ما تعلّموا من أذهانهم.

الشيخ آقا ميرزا محمود الأنواري (والد الشيخ یحیی الأنواري رحمة الله علیهما) كان من علماء همدان و كان عالما كبيرا يحظى باحترأم كبير لدی الناس. أبلغوه أنه في إحدى قرى همدان، جاء أحد لتبليغ الدين البهائي و بدأ بتضليل الناس. يقول هذا العالم لنفسه علی الرغم من جلالة قدره و عظمته، لمإذا أنا أبقی هنا؟! و ترك كل أعماله و ذهب إلی تلك القرية و بقي هناك حتى جاء وفاته لكنّه استطاع أن يقضي على تلك الضلالة و يمحو تأثير جهودهم في تبليغ الدين البهائي في تلك المنطقة.

أحيانا تكون الظروف بحيث أنّ عالما في هذا المستوی يشعر بالخطر علی دین الناس و يری أنّ واجبه هو أن يقوم بإرشاد الناس و هدايتهم و أن يقدّم هذا علی أعماله الأخرى.

طبعا إنه عمل شاقّ و يتطلّب التضحية و كثيرون لایقبلون القيأم بمثل هذا العمل.

المهم أن یكون عملنا خالصا لله و لأجل التقرّب به حتی نحصل علی النتائج الدنيوية و الأخروية معا.

و ردا على سؤال: في رأيكم ما هي الأمور التي ينبغي للطلبة أن يتحدّثوا حولها علی المنابر خلال شهر رمضان المبارك؟

قال سماحته: أنّ أهم موضوع يجب الاهتمأم به هو التركيز على الحلال و الحرأم و تجنب الغيبة و التهمة و الكذب و ايذاء المؤمن في المجتمع. و يجب إعطاء المواعظ في هذا المجال.

و أضاف أن كل شخص له ذوق في السياسة لكن الشئ المتفق عليه من قبل الجميع هو قبح الذنوب. و يجب العمل من أجل إنقاذ الناس من نار جهنم.

و ردا على سؤال عما إذا كان من المصلحة طرح القضايا السياسية من على المنابر قال “اننا لا نقوم بذلك”.

وردا على سؤال عما إذا كان من المصلحة أن يتطرق طلبة العلوم الدينية في شهر رمضان إلی هذه الموضوعات قال: يجب النظر إلی ظروف المجتمع. فإن كان المجتمع غير جاهز للتطرق إلی هذه الموضوعات فلا يجب التطرق إلیها.

و ردا على سؤال من أن البعض يرى إن إثارة القضايا السياسية يعدّ واجبا و يجب العمل بالواجب مهما كانت الظروف قال اية الله شبيري زنجاني أنّه يجب أخذ الظروف بنظر الاعتبار. لا أن نقول كلأما من دون أن نری أنّه سيكون مؤثرا أم لا.

و أضاف أن الإنسان قد يمرّ بظروف إن قال كلأما ليس له أثر فحسب بل يفرز نتيجة سلبية. يجب النظر إلی الظروف والأرضية.

و تابع أن أي شخص لا يمكن له أن يخوض السياسة. فالسياسة بحاجة إلی عبقرية. و هناك من لا يملكون عبقرية سياسية، يتدخلون في هذه القضايا و للاسف لم يتصرفوا بالشكل المنشود.

نحن كنا أصدقاء مع السيد موسی الصدر. أنّه كان قويّا في المجال العلمي كما كان عبقريا في السياسة. من يكون مثل هذه الشخصية هم عدد قليل جدا. ليس الأمر هو أن أي شخص لديه الشعور بالواجب بالنسبة إلی السياسة يدخل في المسائل السياسيّة.

عندما دخل السيد الخميني رحمة الله عليه في السياسة كان قد وصل إلی مستوى مقبول علمياً قبل ذلك.

بطبيعة الحال، السيد الخميني رحمة الله عليه أيضا كان لديه عبقرية السياسية و لأجل ذلك دخل في المسائل السياسية.

من الأفضل في هذه الظروف أن يتطرّق الطلاب إلی المحتوى العام الذي هو مقبول لدى جميع الفئات و الأفراد و يتحدثوا حول الغيبة و التهمة و الكذب و ايذاء الآخرين.

هذه المسائل ممّا يتفق عليه الجميع و يعدّ من احتياجات المجتمع أيضا.