المراد من روایة “حدیثنا صعب مستصعب…”؛
المراد من روایة “حدیثنا صعب مستصعب…”؛
المراد من الحدیث الشریف: “إِنَّ حَدِيثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يَحْتَمِلُهُ إِلَّا صُدُورٌ مُنِيرَةٌ أَوْ قُلُوبٌ سَلِيمَةٌ وَ أَخْلَاقٌ حَسَنَةٌ”
هو المقام و الشأن للأئمة علیهم السلام. كلمة “الحدیث” في هذا الكلام تعني المقامات و الشؤون المتعلقة بالأئمة علیهم السلام و لیس المراد منها “الكلام”. استیعاب مسألة «الولایة» ثقیل و لا یقدر كل أحد علی إدراك أنه من الولي؟ و ما شأنه و مقامه؟ و ماذا یقدر علی أدائه؟ كما أن الكثیر من الكرامات و المعجزات لاتدرك عند العموم.
قول الإمام الصادق علیه السلام “حدیثنا صعب مستصعب…” یعني من الصعب جدا تحمّل الوصول إلی مرتبتنا و لایقدر أحد أن یصل إلی شأننا و درجاتنا. لایدرك الناس معاني شأن أهل البیت علیهم السلام عادة. و لإدراك الولایة مراتب و مستویات كما لمعرفة الله عزوجل مراتب و مستویات. و قوله “ما عرفناك حق معرفتك” یعني الوصول إلی المراتب العالیة من المعرفة. و یذكر الإمام علیه السلام هنا أیضاً أنه لایتمكن كل أحد من الوصول إلی شؤوننا و من اكتساب معرفتنا.
أضاف المرجعیة الدینية مشیرا إلی الروایات التي ذكر فیها من المعصومین «بنا عُبدالله»: لولا الأئمة علیهم السلام لم یعرف الله معرفة صحیحة. كما نقل عن الأئمة المعصومین علیهم السلام : بنا عُبدالله و بنا وحد الله و لم تكن هدایة إلی الطریق الصواب. هناك بعض لایعتقد بالله عزوجل بوجوده كما یجسمه بعض آخر و هناك بعض یتفوه بخالق الخیر و خالق الشر وهذه كلها خزعبلات وجدت لأجل الإنحراف عن الولایة.
من الممكن أن نفهم من الأحادیث المتعلقة بعالم الذرّ و عبائر كـ«من الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة» أنّ الأئمة علیهم السلام كانوا منشأ الهدایة في عالم الذرّ أیضاً. و یصعب إدراك هذه المسائل نوعا إنهم كیف كانوا مناشئ الهدایة و الأثر قبل وجود هذا العالم فلذلك یقول الإمام علیه السلام: “حدیثنا صعب مستصعب…”
و في الحدیث “إدراك هذه المعاني بحاجة إلی تزكیة النفس”. الوصول إلی حقیقة مقامهم و الشؤون المتعلقة بهم بحاجة إلی تزكیة النفس. لیس القلوب المریضة من مصادیق مدركي «حدیثنا». فلإدراك “حدیثنا” لابدّ أن یراعي الانسان المسائل الأخلاقیة . لایسوّد قلبه بالذنب و یقوی في نفسه نورالایمان و بهذا یمكنه الرجاء للوصول إلی هذا الكمال.